بعد أن أخذت رشفة من كوب قهوتي, ثم تبعتها بسحبة عميقة من لفافتي التبغية التي أحسست أنها تتوغل أحشائي كما المخدر ينتشر مجرى الدم بطريقة مريحة مميته, وأثناء إخراجي لدخانهـا بطريقة أنيقة أعشق فعلها دوما كما أصنع ملفوفتي التبغية بعناية و حرص, تذكرت تلك الترهات الكثيرة التي تملأ رأسي ! هموم ومشاغل وأشياء كثيرة أنا في غنى عنها, خصوصا في هذا الوقت.
لم أدرك قدر معاناتي في الحياة كما في هذه الأيام التي أمر بها الآن, أو تمر هي بي ! تاركة في أثرا موجعا كبيرا كحوافر الدابة على الطريق.
أفكر كثيرا في أن هذه المشاعر و المتناقضات والحروف المبعثرة التي تزحم رأسي مسببة ازمة مرورية بين أفكاري وبعضها ! - دماغي بقت زحمة أكتر من كبري القبة موعد خروج الموظفين - ماهي إلى إبتلاءات وإمتحانات دنيوية أمر بها كمقياس لصبري وقدرتي على الإحتمال !
وأفكر أيضا كم من الوقت أحتاج لأمر بهذه التجارب الكثيرة التي بالفعل أثرت في فكري وعقليتي الدنيوية والدينية بنسبة ملحوظه.
أهذا هو الهدف الرئيسي من أن أعيش في وطني وبين أحضان مجتمعي ؟!
هذا هو المراد لمن يحيطون بنا ومن يراقبون حركاتنا واحدة تلو الأخرى - ولا كأني عميل في المساد أو سارق سريقه - أن نعيش في ضغط عصبي ونفسي وأن يكونوا هم أبطال احلامنا..أقصد كوابيسنا اليوميه !!؟
ضغوط ومهام الدراسة وفنون دكاترة الجامعات والكليات في تربية ذاك الوحش الصغير بداخلك الذي يظهر فيك الجزء المقصر - الحيوان الوسخ اللي جواك - وتربية اللامبالاه تجاه جزء الدراسه أو التعليم عموما, والعمل كذلك.
ضغوط المنزل ومشاكل الأسرة ومسؤولية العيش معهم تحت سقف واحد طالبا منهم المال أو مترجيا فيهم العقل حين تطلب منهم الراحه أو احتياجك للإنعزال قليلا - ابقى قابلني - لا مفر منهم إلى إليهم وهذا أبسط ما يقال في حياتنا العائليه بكل تأكيد....
لفافتي التبغية الثالثة أشعلت..مازلت أشعر أن ماقلت لا يساوي قطرة في بحر همومي وأفكاري التي باتت شبه تسيطر علي, كأني جهاز لصنع القهوة, كلما زادت جرعة البن فيه زاد كوب القهوة نكهة ولذة واستقرار ! مع الفرق في النتيجة بالطبع كلمة زادت الهموم والمشاكل والضغوط كلما اصبحنا اجمل في عيني من يحبون لنا ذلك - استوينا -.
لم أعد أعرف كيف ستكون نهايتي ومتى هي قادمة لتريحني من هذا التفكير العميق في حالي وحال من حولي, وخصوصا حال هذا البلد الذي هو أكبر همي وأكثر ما يشغل تفكيري وتفكير معظم من أعرف من أصحاب العقول المزدحمة مثلي, حاملي هذا العرق الذي يسري به للاسف ماء النيل - زي مابيقولوا - الملوث حامل الأمراض المزمنة القاتلة !
وهل ستكون هذه النهاية صاحبة مني ندم عليها أو فرحة عارمة لمجيئها - منا أصلي بتاع كلام أنا عارف وبندم على أماني كتير-.
حزين أنا جدا بالفعل على قول هذه الكلمات الدالة على الإنكسار والخضوع للأفكار, لكن هذا هو ما أشعر به فعلا. شعور هذا الطائر العاجز عن الطير لإنكسار جناحه وعدم وجود من يداويه, جالسا وحيدا في صحراء جرداء تحومه جثث من عاصروا حاله باحثين عن الماء في بئر أجوف جاف.
لم أعتاد على أن يكون هذا هو موقفي في الحياة عموما أو في أي موقف أمر به يحتاج إلى تفكير, فعلا لم أكن هذا الشخص المحبط المتشائم قط, لكني كتبت هذه الكلمات لإحساسي إنها على لساني ولسان كثر غيري من من أعرفهم شخصيا و آخرون..
ماض عن الأمل, حاضر داكن لونه, ومستقبل يجهل المجهول.......