السبت، 29 نوفمبر 2014

النهاية والبداية...

- ضوء خافت بشده على خشبة المسرح, المخرج يطلب من طاقم العمل في الكالوس الاستعداد لاسدال الستار الأحمر المموج معلنا عن موعد اخر فقره في المسرحية..
- يتقدم شخص ما لا تظهر ملامحه لخفوت الضوء, متجها إلى كرسي صغير في منتصف خشبة المسرح...يجلس.
- المخرج : وجهوا الضوء عليه بسرعه و زيدوا حدة الضوء تدريجيا.
- المايك تمام..ابدا < مشيرا للشاب الجالس على الكرسي.
- صوت نحنحه واضح من المايك, ثم تتضح الرؤيه لشاب يتدلى راسه على صدره بحيث لا ترى معلم وجهه.
- الكاميرا الموجهه نحو الجمهور : صمت و انتظار لما سيحدث, مقبلين بشده ولا يوجد أي صوت للشوشره أو الودوده..
- الشاب على المسرح يرفع رأسه لتتضح معالم وجهه, شاب في اواخر العشرينات, يضع على عينه اليمنى عصابه مما يدل انه فقدها أو انه لا يرى بها تماما, لديه لحيه خفيفه وشارب مهذب طويل, شعره منسق يكاد يرى منه ذلك الشيب الذي بدء يأكل راسه......
- الشاب : سيداتي آنساتي سادتي, اسف إن الساسبنس عالي قوي بس ده جو المشهد مش أكتر, الاسكتش ابسط من ما تتخيلوه,
-أنا اسمي ....... مش مهم مش هيفرق اسمي, ولا سني كمان !
أنا طلع اقول كلمتين و همشي, همشي خالص مش هرجع تاني..
- <الضوء يخفت قليلا و صوت موسيقى حزينه هادئه في الخلفيه يظهر>.
- أنا بصراحه مش هلتزم بالنص والسيناريو أنا شايف أحسن اجيب من اللي جوايا وفي قلبي,
-بصوا, اكيد تفتكروا إن من كام سنه مش من زمان أوي كان في حاجه عملناها اسمها ثوره, قلب نظام حكم وطموح شباب صغير في التغيير وتحرير القيود و الغاء فكره القمع, ومهاجمة كل سبل الفساد اللي كانت بتطغى على حقوقنا و كرامتنا من اكبر يد لأصغر حد,
-و شباب كتير نزلت و عشمت و اللي مات واللي راح واللي اتسحل وكل الكلام ده...مش هطول عليكم أكيد انتوا فاكرين مش ناسيين اللي عملوه واللي اتعمل فيهم ومعاهم إيه و من مين....
-بصوا, ايها الشعب..واسمحولي اقلكم ايها الشعب..
-كل نهايه هي بدايه أو امتداد لحدث اخر أو طريق جديد أو سيناريو لم يعلم بعد...
-أنا عيني راحت زمان, ربنا عايزها أنا مش زعلان أكيد في حاجه تانيه ربنا هيدهالي بعدين يمكن هنا يمكن في بلد تاني ويمكن في عالم تاني, 
-مش هزعل ولا عمري هزعل على الدنيا وما فيها, فانيه ومظاهر وشكليات بس مش أكتر, المجنون والغير عاقل وناقص النضج بس هو اللي يزعل على حاجه فيها لانه خلاها تتملكه و تمد ايدها في بقه فهو بتاعها خلاص, كل ده مش مهم..
-أنا الحاجه المهمه أوي بالنسبالي هي انه بعد النهارده 29/11 بعيدا عن الناس و عن أي فكر أو أي حاجه بتتقال,
-أنا عمري ما هيأس, عمري ما هبطل كفاح, عمري ما هبطل احلم بالحريه والإستقلال و إني الاقي واحده اشاركها كل لحظات الانتصار لما هو بعد الدنيا مش في الدنيا,
-بس عشان دماغكم متروحش لبعيد, 
-كل الكلام الحلو اللي فات ده هعمله, بس مش هنا, مش في البلد دي, دي مش بلدنا, دي بلد العواجيز و كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الدجماتيين,
و يمكن بلد الشهداء الله يرحمهم, بس مبقتش بلدنا,
-أنا هامشي, وهدور على جزيره مهجوره اتعب و احفر و ابني كيان وعمران فيها واجيب كل اللي بيفكروا زي, وهعمل وزارة من غير رئاسه, مجموعة وزراء بيتناقشوا وبيحلوا كل حاجه بس, و وزارات فرعية تغطي ما هو اصغر,
وهعمل علم من غير نشيد, عشان منزهقش منه, النشيد هو الصمت فهو ابلغ,
-الحلال والحرام لربنا مش ليَّ ولا لأي حد,
-الثقافه هي شعار الدوله, أو الجزيره بلاش الدوله,
-وجميع مجالات النقاش متاحه مع مجلس الدوله مباشرة,
-هندعم جميع أنواع العمل والمجلات
-و العمله هي العرق,
-وجميع الحقوق محفوظه باذن الله...
-استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه, هادعيلكم وانا بصلي تفوقوا و ربنا يهديكم و تبطلوا.........تبطلوا أي حاجه, وتحسنوا التصرف بعد ما أمشي واسيبكم...
- يخرج من جيب جاكتته نضاره شمس ويضعها على وجهه, ثم من الجيب الاخر عصى فضية اللون تمتد لأعلى,
- يطلب من الجمهور النظر اليه,
- يضغط على زر في العصا مما يحدث فلاش حاد, يجعل الجميع يغمضوا اعينهم من شدته..
- يفتح الناس اعينهم ليجدوا المسرح مضيء, مهجور, لا يوجد به أحد,
- شوشره و تساؤلات : احنا إيه اللي جابنا هنا ؟! في إيه ؟! احنا فين ؟! إزاي دخلنا هنا ؟!
- يقوم أحد الجالسين وسط الحضور قائلا : احنا أكيد مخطوفين وأكيد اللي خطفونا دول ارهابيين !!!!
- ذعر و ضوضاء وهرجله عارمه, 
- و بس.....
-------------------------------------------------------------------
*اكستينشن بسيط*

(-يراقب الشاب ما يحدث داخل المسرح عن طريق الكاميرات من بنايه قريبه, 
يسمع ما يقال, ثم يقول في سره : مفيش فايده !!!
يستغفر الله, ثم يضغط على زر احمر كبير امامه, ليبدأ العد التنازلي لهذه المتفجرات المزروعه داخل المسرح, 
-يشعل سيجاره ثم يلقي نظره اخيره على الشاشات,
-يدير ظهره راحلا مخلفا وراءه انفجار مهول.............)

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

حكايتي مع الملاك...

سواد الليل بفرقه عن شعرها المجزول
و عينيها سجن فضلت فيه ييجي الف عام
حاجه ارق من الندى على الغصون
وبيضا زي خط الشروق ميوصفهاش كلام...
كانت حكايتي مع الملاك شعر و غزل
و جوا مني هواجس الوحده و فراق
مرسوم على جبين المحبه من الازل
اني اعيش، من غير حبيب كاسي العناء...
كانت بتضحكلي اكيد من حبها
و اضحكلها
مانا اصلي كنت بشوفها احس ان الحياه بتحبها
فاحبها
واشعر لها
بكلام لا عمري اتخيله
يمكن وجد بس اتخلق من اجلها...
قلت مره دين عليا ان عمري ماكون لغيرها
و بعت روحي لعندها
شايله على كفوفها قلبي هديه
ملفوف بخصل كانت وقعت من شعرها,
و اخدتها...
كانت جميله
كانت طموحه
كانت عشان تجرب تنتشي تحلم ببكره
فين مكانها و فين اراضيها وفينك يا عز
و انا كنت وصله صغيره جوا خيالها
تِكْمَل بيها الصور، تضعف تشوفها لا تتهز...
و يوم ما حست ان حبي ليها دنيا
دنيا المحبه بس،
و الزينه مش موجوده
طرق البعاد مسدوده
حاجه بتقطع حلمها الناقص
بعتتلي نسمه مع الهوا
همست ف ودني هشششش
حبيبي بينا كل الكلام خالص.......