الاثنين، 2 مارس 2015

يا مَنْ كُنْتُ أُحِبْ..

يا من كُنْتُ أُحِب..
تَلْتَفُ أَزْهَارُ الطَرِيقِ على قَلَمي
لتَكْتُبَ لَكي بِضْعاً من الكَلِمَاتِ الدَامِعة
ليسيلَ الحِبرُ على أورَاقي
مُحْدِثَاً ذَلِك الضَجِيجَ المُزعِج !
فتتغيرُ ألوانَ تِلك الزُهور
الى ذلك اللونِ القاتِم الذي يُبْغِضُني..
و تَدْبُلُ و تتساقطُ اوراقُها بِهدوء
كما يسقطُ المُحَارِب من لُجُوءِ السَهْمِ إلى صَدْرِه..
دَوَائِرُ و مَتَاهاتِ التساؤلِ تُحيطُ بي
عن أسبابِ رحِيلِك..
ما زِلتُ أبحثُ عن رحيقِ عِطرِك الأخَّاذ
عندما أشعُرُ بأني قَرِيبٌ مِنك
وألتَفِتُ و أقفِزُ و أتَمَادى في السؤال
يا من كنتُ أُحِب..
أين أنت ؟!
أين أنت ؟!
أين أنتِ مِنَ الضَحِكاتِ العابرة ؟!
وأين أنتِ منِّي حين الشرود ؟!
كنتُ مُتَّخِذاً من عَيناكي مَسْكَناً لي
لا أذكُرُ كَم قَضَيتُ من الوقتِ هُناكَ أُفكر !
كان شَعْرُكِ الأسودَ الذي طالما أحْبَبْتُه
كالشِرَاعِ الغامضِ لسَفِينَةِ قُبْطَانٍ كَارييبِّيٍ
يَغْزُو القلوبَ و يَمْضِي تَارِكها خَاويةً وحيدة..
و شِفَاهَكِ التي كنتُ لا أَنفَّكُ من تَذَوّقِها
فـأشبَعُ لا أَجُوعُ بَعدَها
إلّا حِينَ ألقاها مُجَدَّداً..
يا من كُنتُ أُحِّب..
ما زِلتُ أبحَثُ عَن إجابةِ ذلك الوَدَاعِ الغَامِض
ما زِلتُ أُبحِرُ في أعْمَاقِ فِكْري
و أُفَتِّشُ في سَرَاديبِ جَوفي عَنِ الأسبَاب !
ولكنِّي يَإست..
هَجَرْت..
هجرتُ الفِراق..
هجرتُ العِناق..
هجرتُ الغِناءَ و الضَّحِك..
كل ما أصبحتُ أملكه
ذلكَ الفكرُ الشَّارد
وقلمي و أوراقي
و نظَّارتي العسليةِ التي كُنْتِ تُحبينها..
لا أعرِفُ إن كنتِ ستقرأينَ مَا أكتُب !!
ولا أعرِفُ إن كان يُهِمُّكِ ما بِدَاخِلي..
ولكنْ كُلُّ ما أعْرِفُهُ الآن..
هوَ أَني لَم أُعدْ كَمَا كُنتُ سابقاً..
وَهِنْت..
و هَرِمْت..
ولا أُرِيدُ البَقَاء..............